الممكن و الغير ممكن في وقف إنتشار فيروس كورونا
منذ حوالي 05 أشهر، و بداية ظهور فيروس كورونا SARS-CoV-2، ازداد انتشاره الى 185 دولة وأصاب ما يقارب مليونين و مئة ألف شخص. أدى الانتشار المتسارع و على نطاق واسع للكوفيد-19 إلى إعلان منظمة الصحة العالمية WHO إلى أن المرض الذي يعتبر جائحة أي وباء ذو نطاق عالمي.
بسبب الانتشار السريع و العدوى الرهيبة التي يسببها الفيروس، سرعان ما أصبح من الصعب وقف زحفه كما حدث مع الأوبئة السابقة في سنوات 2003 و 2012 من عائلة الفيروسات التاجية أو الكورونا - سارس و MERS على التوالي. لذلك، كل ما يمكن فعله هو تقليل طرق انتشار العدوي و احتواء الوباء من خلال اتباع نموذج تسطيح المنحنى الخاص بالوباء.
01- ما معنى مصطلح تصطيح المنحنى:
يرتبط هذا المصطلح و المعروف على المستوى العالمي حاليا بهاشتاج FlattenTheCurve# ارتباكا وثيقا بالاجراءات المتخذة من السلطات لمحاربة الوباء و بالمتابعة البيانية لإنتشار و تطور الوباء ما، منذ ظهور أول اصابة مرورا بفترة الذروة الى غاية انحصار الظاهرة (الوباء) و تلاشي الخطر، و هذا ما يعطينا شكل منحنى بياني على شكل محدب، يتغير مداه أو عمقه حسب مدة حياة الوباء( ذروته و كذا الوقت للوصول الى الذروة و مدة استمرار الذروة).
هذا التغير في شكل المنحنى، يرتبط بثوابت و متغيرات تؤثر على قدرة أي دولة على التحكم و السيطرة في انتشار وباء فيروس كورونا، منها قدرة النظام الصحي للدولة للمواجهة حسب طاقات الإستيعاب من طاقم طبي و أسرة استقبال المرضى و أسرة انعاش و خاصة أجهزة التنفس الإصطناعي، و كذلك الإجراءات الوقائية التي تتخذها الحكومة لمنع انتشار الوباء مثل التباعد الإجتماعي و الحجر الصحي (الجزئي أو الكلي) و الغاء جميع التظاهرات و التجمعات، و أهمها توقيت بدأ هذه الإجراءات.
حيث تشمل استراتيجية تصطيح المنحنى، تحويل المنحنى البياني من الشكل المثلث الحاد الممتد على فترة زمنية قصيرة الى الشكل المحدب الممتد على فترة زمنية أطول، و هذا له تفسير اجرائي و احصائي يتحكم فيه مدى استعداد الدولة لتغيير المنحنى.
02- كيف نصل إلى تصطيح المنحنى:
يعتمد انتشار الوباء في وسط الساكنة على تدخل الدولة و وقت التدخل، و هذا ما يعطينا الحالتين في الأسفل:
01- في حالة لم تتخذ اجراءات الحجر الصحي:
الشكل في الأسفل يعطينا وتيرة و سرعة انتشار فيروس كورونا في تجمع سكاني أو في مدينة ما بدون أن تأخذ السلطات المحلية اي إجراء مؤثر لتقليل انتشار المرض، و هذا بسبب تخوفها من الآثار الاقتصادية الوخيمة التي تنجر عن اجراؤات العزل و الحجر الصحي و غلق المصانع و المطارات و المصالح الادارية، و يتميز ب:
الشكل في الأسفل يعطينا وتيرة و سرعة انتشار فيروس كورونا في تجمع سكاني أو في مدينة ما بدون أن تأخذ السلطات المحلية اي إجراء مؤثر لتقليل انتشار المرض، و هذا بسبب تخوفها من الآثار الاقتصادية الوخيمة التي تنجر عن اجراؤات العزل و الحجر الصحي و غلق المصانع و المطارات و المصالح الادارية، و يتميز ب:
- انتشار الوباء و زيادة حالات الإصابة في وقت قياسي
- تجاوز عدد حالات الإصابة بالفيروس قدرات استيعاب المنظومة الصحية للدولة حيث يصبح من المستحيل استقبال ملايين الحالات في ظرف اسابيع و في نفس التوقيت، خاصة الحالات المحتاجة الى التنفس الإصطناعي.
و هذا ما يؤدي الى وفاة الكثير من المصابين بالالتهاب الرئوي الحاد و هم يمثلون 05% من عدد المصابين بفيروس كورونا حسب دراسة الحالات الصينية.
و هذا ما يؤدي الى وفاة الكثير من المصابين بالالتهاب الرئوي الحاد و هم يمثلون 05% من عدد المصابين بفيروس كورونا حسب دراسة الحالات الصينية.
نضرب كمثال الولايات المتحدة ألأمريكية، في حالة اصابة 20 % من السكان المقدرين ب 340 مليون، فإن فئة الخمسة بالمائة التي تحتاج لأجهزة تنفس الاطصناعي و الواجب العناية بها في المستشفيات تساوي 03 ملايين شخص و في نفس اليوم و لمدة 04 أسابيع.- أي تسجيل ملايين الإصابات و مئات الألاف من الموتى إن لم نقل الملايين.
- احتمال مواصلة انتشار الوباء بعد انقضاؤ دورة حياته (انحصار المنحنى) و ذلك لعدم التحكم في حالات الكشف القبلي للمصابين و احتمال نقل العدوى من المتعافين حديثا، لذا تتم حاليا استخراج شهادات أو بطاقات الشفاء و خلو الجسم من الفيروس.
02- في حالة اتخاذ اجراءات الحجر الصحي :
الشكل في الأسفل يمثل ما يسمى تصطيح المنحنى، أي توزيع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المسجل في الشكل في الأعلى على مدة زمنية تمتد الى شهور أو سنة، حسب نموذج استشرافي تعده وزارة الصحة، يسمح للهياكل الصحية بالاستيعاب الإصابات المسجلة المقبولة عدديا و المتوافقة مع قدرات الاستيعاب الاستشفائية و قدرات التكفل بالحالات المستعصية من المصابين و التي حسب دراسة صينية تتكون من :
الشكل في الأسفل يمثل ما يسمى تصطيح المنحنى، أي توزيع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المسجل في الشكل في الأعلى على مدة زمنية تمتد الى شهور أو سنة، حسب نموذج استشرافي تعده وزارة الصحة، يسمح للهياكل الصحية بالاستيعاب الإصابات المسجلة المقبولة عدديا و المتوافقة مع قدرات الاستيعاب الاستشفائية و قدرات التكفل بالحالات المستعصية من المصابين و التي حسب دراسة صينية تتكون من :
81٪ من الحالات الموجودة في الدراسة تظهر عليهم أعراض خفيفة
14٪ تظهر عليهم أعراض شديدة (تتطلب أسرة العناية المركزة)
5٪ يصابون بعد ذلك بمرض خطير(تتطلب هذه الحالات أجهزة التنفس الصناعي)
- إذن للوصول الى طريقة تسمح بتصطيح المنحنى، قامت السلطات في الجزائر بإجراءات سريعة و مصيرية سمحت لحد الآن بالتحكم بوتيرة انتشار الوباء، تمثلت فيما يلي:
- ترصد أولى حالات الإصابة، من أجل جعلها كمحطة لإتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة.
- تشخيص المرضى و حاملي العدوى
- تمثلت الإجراءات في غلق الحدود البرية، البحرية و الجوية.
-منع التجمعات الجماهيرية و غلق الصالات الكبرى و الملاعب.
- تعليق المواصلات و مختلف وسائل التنقل.
- إعفاء 50 بالمائة من الموظفين من الدوام.
- فرض اجراءات الحجر المنزلي (الكلي و الجزئي)
- غلق المدن
- فرض اجراءات الوقاية و التعقيم في الادارات و الاحياء السكنية و أماكن التجمعات المحتملة، و توفير وسائل الوقاية من اقنعة و ملابس و قفازات بكل الدرق و حتى تأمين استيرادها بتغطية جوية من القوات الجوية للجيش الوطني الشعبي.
- و اخيرا زيادة عدد اشرة الانعاش و أجهزة التنفس الاطصناعي.
-المنحنى البياني التالي يمثل تطور حالات الاصابة الفعلية ممثلة بالسلم اللوغرتمي مع التنبأ بتطور المنحنى في العشر أيام القادمة إن شاء الله.
- المنحنى يظهر بوضوح استقرارا لعدد الحالات منذ بداية أفريل، مع بداية تصطيح المنحنى، و قرب مرحلة الاطمئنان.
-المنحنى البياني التالي يمثل تطور حالات الاصابة الفعلية ممثلة بالسلم اللوغرتمي مع التنبأ بتطور المنحنى في العشر أيام القادمة إن شاء الله.
- المنحنى يظهر بوضوح استقرارا لعدد الحالات منذ بداية أفريل، مع بداية تصطيح المنحنى، و قرب مرحلة الاطمئنان.
المنحنى في الأسفل صادر من دراسة أعدتها كلية أمبريال كوليج لندن يمثل مختلف السناريوهات لتأثر منحنى انتشار فيروس كورونا (توفرعدد اسرة العناية المركزة) حسب إجراءات العزل و حدتها و توقيتها المتخذة من طرف حكومة ما :
أثمرت جهود بعض الباحثين المجدين و من بينهم Alison Hill مع توفر مواقع أخرى، بإنشاء موقع يحوي نوذج محاكاة عبر الإنترنت فريد من نوعه يعتمد على النموذج المسمى S.E.I.R (علم الأوبئة) يتيح تجريب جميع السيناريوهات المحتملة الخاصة باستجابة مخطط عدد حالات انتشار العدوى و علاقتها بالاجراءات الوقائية المتخذة من طرف الحكومات في الأسفل لمحة عن التطبيق و الرابط من هنا :
predicted COVID-19 cases by clinical outcome

Description and sources for simulation parameters
بسبب عدم الاستعداد لمواجهة وباء فيروس كورونا المستجد، و عدم توفر اللقاح لحد كتابة هذه الأسطر، أصبح الكوفيد 19 جائحة عالمية يصعب إيقافها، تنتشر بصفة كبيرة جدا لا يمكن ايقافها الا باتخاذ اجراؤات العزل و التخفيف للتقليل من انتشاره منها غسل اليدين قبل و بعد أي استعمال، عدم لمس الوجه، التقليل من التواصل الاجتماعي و منع التجمعات و الملتقيات، مع الالتزام بأخذ المعلومة من المصادر الرسمية الوطنية كوزارة الصحة الجزائرية و الدولية كالمنظمة الدولية للصحة لمنع انتشار الاشاعات و التهويل، و هذا الى غاية توفر للقاح و انحصار الوباء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اجعل تعليقك فيه فائدة